توثيق طائفة الأرمن في سوريا

ضمن مشروع حكايات عتيقة – منظمة تدمرتو للتنمية والتماسك المجتمعي

بدعم من منظمة ديموس

1. النشأة والوجود في سوريا

الأرمن ليسوا مجرد لاجئين في سوريا، بل أحد أقدم المكونات التي سكنت البلاد، وتمركزوا في فترات مختلفة بفعل موجات الهجرة والاضطهاد، لكنهم لعبوا دوراً فاعلاً في النسيج السوري عبر قرون.

التوزع الجغرافي التقليدي:

  • حلب: مركز ديني وثقافي واقتصادي أساسي للأرمن، وخاصة في أحياء مثل الميدان والسليمانية.
  • الجزيرة السورية (شمال شرق سوريا): القامشلي، الحسكة، المالكية (ديرك)، رأس العين، حيث أسسوا قرى وكنائس ومدارس.
  • دير الزور: محطة هامة في مسارات التهجير، ثم الاستقرار المؤقت.
  • دمشق: كانت لاحقاً مركزاً حضرياً ضم جاليات أرمنية ذات حضور ثقافي واقتصادي.

2. الهوية الدينية والثقافية

الدين:

  • الأرمن الأرثوذكس (الكنيسة الأرمنية الرسولية): يشكّلون الأغلبية، وينتمون إلى أقدم كنيسة وطنية مستقلة في العالم.
  • الأرمن الكاثوليك: أقلية ضمن الطائفة الأرمنية في سوريا.
  • معظم الأرمن في سوريا يتبعون تقاليد دينية قوية ويمارسون طقوسهم في كنائسهم.

أبرز الكنائس:

  • كنيسة الأربعين شهيداً – حلب (أقدم كنيسة أرمنية ما تزال قائمة في سوريا)
  • كنيسة القديس سورب هاكوب – القامشلي
  • كنيسة يوحنا المعمدان في الحسكة
  • كنائس في دمشق، دير الزور، المالكية وحلب وإدلب ورأس العين.

3. التعليم واللغة

  • أنشأ الأرمن مدارس خاصة لتعليم اللغة الأرمنية إلى جانب العربية.
  • مثال: مدرسة الاتحاد الأرمنية في القامشلي.
  • تُدرّس المواد باللغة الأرمنية، وتُقام فيها احتفالات سنوية ثقافية ودينية.
  • كما نشطت مدارس أخرى في حلب ودمشق، تهدف للحفاظ على الهوية.

الثقافة والهوية

الأرمن في سوريا استطاعوا الحفاظ على هويتهم الثقافية رغم الاندماج المجتمعي.

مظاهر الثقافة الأرمنية:

  • اللغة: ما زالت تُستخدم في الكنائس، المدارس، المناسبات.
  • الاحتفالات القومية:
    • ذكرى الإبادة (24 نيسان)
    • عيد الاستقلال الأرمني (28 أيار)
  • الرقصات الشعبية: مثل الكوتشاري، تامزارا، يارخوشتا.
  • اللباس التقليدي: يُرتدى في الأعياد والمناسبات.
  • الطعام الأرمني: مثل البسطرمة، الغاباما، الكوفته الأرمنية.

5. المساهمة الاقتصادية والمجتمعية

الأرمن لعبوا دورًا نشطًا في:

  • الحرف اليدوية: النجارة، الخياطة، صناعة السجاد.
  • الطباعة والنشر: الأرمن من أوائل من أدخلوا المطابع إلى سوريا.
  • الفنون: المسرح، الموسيقى، الكورال، الفرق الفنية.
  • التجارة: خاصة في حلب ودمشق، وفي الزراعة شمال شرق سوريا.

6. التحديات في العصر الحديث

خلال الحرب السورية (2011–الآن):

  • دُمرت أحياء وكنائس أرمنية، خاصة في حلب.
  • موجة نزوح جديدة إلى لبنان وأوروبا وكندا.
  • انخفاض عدد السكان الأرمن بسبب الهجرة الجماعية.
  • تراجع تعليم اللغة الأرمنية نتيجة إغلاق بعض المدارس.
  • فقدان بعض المعالم الثقافية بسبب القصف أو التخريب.

7. الأرمن والاندماج السوري

رغم التحديات، ظل الأرمن جزءًا أصيلاً من الهوية السورية. فهم:

  • شاركوا في الأحزاب السياسية والنقابات.
  • ساهموا في الحياة العامة كأطباء ومهندسين ومعلمين وفنانين.

8. الهوية كمقاومة

قصة الأرمن في شمال وشرق سوريا ليست فقط عن لجوء أو إبادة، بل عن إرادة صلبة في البقاء، والعيش الكريم، وصناعة الأمل.
لقد بنوا مجتمعاً داخل مجتمع، وانتقلوا من مرحلة الضحية إلى الفاعل، عبر الثقافة والعمل والتعليم والدين.

توصيات لحفظ الإرث الأرمني:

  • دعم المدارس الأرمنية وتدريس اللغة.
  • حماية الكنائس والأحياء التاريخية الأرمنية كمواقع تراث.
  • توثيق قصص الأرمن من خلال الرواية الشفوية والمرئية.
  • تشجيع الأرمن الشباب على تعلم اللغة والانخراط في الأنشطة الثقافية.

أعداد الأرمن في الفترة الحالية في الجزيرة السورية

القامشلي: 560 عائلة أرمنية

الحسكة: 90 عائلة أرمنية

المالكية ديريك: 78 عائلة أرمنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *